يظن بعض السامعين عن دار الأيتام أنها عبارة عن بناء قديم وصغير، يضم أطفالاً بائسين يلفهم الحزن. ولكن الواقع يختلف عن ذلك، فهي دور واسعة ورحبة تتصف مبانيها بالألوان الزاهية وتتجول فيها الحافلات والسيارات وتضم ملاعب و حديقة للترفيه والترويح.
تستقبل الدار الأطفال الايتام ومن لا عائل لهم ممن يتخلى عنهم ذويهم لتؤمن لهم العناية والرعاية. ومن أجلهم، تقوم بسلسلة من الإجراءات المحكمة لضمان حصول الطفل اللقيط (من لا عائل له) على الجنسية والهوية، التي يحق له نيلها بموجب القانون اللبناني وشرعة حقوق الطفل.
في العام 1962 تم إبتكار "منهج الإسعاد" لتنشئة وتعليم أبناء الدار، لوضع حد للبؤس والمسكنة والقهر، وعليه عملت المؤسسات على قلب موازين العمل الرعائي وتطوير برامجه لتصبح مصدراً للبهجة والسعادة، فغيرت اللباس الموحد ذو اللون القاتم وأتاحت للأبناء فرصة الإلتحاق والتعلم في المدارس الخارجية. ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل سعت الدار الى تطوير ذوقهم وحسهم الفني فأتاحت للأبناء تقديم مجموعة الأناشيد والأغاني المفرحة.
واليوم، وما أن يذكر إسم دار الأيتام الإسلامية، حتى يسود شعور واسع بالرضا والثقة لدى المجتمع، فقد حظيت هذه المؤسسات باحترام اهل البحث العلمي وغدت مقصداً للباحثين والعلماء بفضل مناهجها المتبعة في استقراء التحولات الاجتماعية التي غالباً ما تظهر بواكيرها في دار الأيتام.
يضم المجمع الخيري والإنساني لدار الأيتام الإسلامية في الطريق الجديدة 4 دور متخصصة لرعاية الأطفال والناشئة ، وداراً لرعاية الشباب.
دار الطفولة - مبنى سليم إدريس
لطالما كانت الطفولة هي القضية المحورية الأساسية الدائمة لدار الأيتام، بما تحتويه من قضايا تتعلق بالتفكك الأسري والتخّلف الاجتماعي والفقر، فعملت على رصد أوضاع الأطفال الأكثر حاجة وعملت على تأمين التعليم الملائم والتدريب والترفيه والأنشطة للأيتام ومن هم بمثابتهم ممن تضطرهم الظروف للعيش بعيداً عن أسرهم.
فأسست مبنى دار الطفولة في عام 1933، وهي دار رعائية مختلطة تضم 236 طفلاً تتراوح أعمارهم ما بين 8 إلى 10 سنوات وقد أطلق على مبنى إسم "د. سليم إدريس" تكريماً له، لكونه رئيس العمدة الذي بنيت الدار خلال فترة توليه رئاسة عمدة المؤسسة.
دار الأخوة - مبنى الحاج سعد الدين فروخ
تأسست عام 1945، وتضم 219 طفلاً تتراوح أعمارهم ما بين 5 إلى 7 سنوات وهي المرحلة الدقيقة التي ينتقل فيها الطفل من الإعتماد على الأم أو المشرفة إلى مباشرة نوع من الإستقلالية السلوكية والاعتماد على النفس، وقد أطلق على المبنى إسم"الحاج سعد الدين محمد فروخ" الذي شغل منصب أمين صندوق الدار على مدى نصف قرن.
دار الفتاة - مبنى محمد علي بيهم
تأسست عام 1948، وتضم 230 فتاة تتراوح أعمارهم ما بين 11 إلى 14 سنة ممن لديهن إخوة ذكور في باقي الدور الرعائية وذلك حفاظاً على الوثاق الأسري. أما من لهن أخوات، فيحولن إلى مبرة محمد رمضان في منطقة الاوزاعي، حيث يتلقين التعليم النظامي، كما يصار إلى تدريبهن على أشغال تساعدهن في تكوين شخصيتهن كأمهات وربات أسر وعاملات منتجات.
وقد أطلق على المبنى إسم الوجيه "محمد علي بيهم" الذي كان رئيساً لعمدة المؤسسات، والذي إنطلقت دار الأيتام الإسلامية إبان رئاسته نحو التوسع خارج نطاق مدينة بيروت.
تعود الذكرى هنا إلى العام 1948، حين رحل الفلسطينيون عن ديارهم، وفيهم أطفال هجروا من المياتم في عكا ويافا. عندها، فتحت دار الأيتام الإسلامية أبوابها مشرعة لقبول المئات منهم. نتيجة ذلك بدت الحاجة ماسة لمبنى جديد يستوعبهم فتم استعمال مبنى "محمد علي بيهم" الذي كان قد أنجز بناؤه لتوه.
دار السعادة - مبنى رياض بك الصلح
تأسست عام 1950، وتضم 352 فتى من الذكور ممن تتراوح أعمارهم ما بين 11 و12 سنة ويتابع ابناء هذه الدار تعليمهم في المدارس.
وقد أطلق على المبنى إسم الرئيس "رياض بك الصلح" تكريماً له على دعمه وتقديره لعمل دار الأيتام الإسلامية.
دار الشباب
تأسس عام 1970، ويضم 205 شاباً ممن تتراوح أعمارهم بين 13 و18 سنة، وهي من أكثر الدور مسؤولية من حيث الخدمات الرعائية.
المركز الصحي للوقاية والعلاج
يقوم المركز الصحي في دار الأيتام الإسلامية في بيروت بإجراء المعاينة والكشف الطبي والتلقيح واختبار السل، كما يجري أطباء الاختصاص فيه المعاينات الطبية، ويؤمن العناية الصحية والوقائية والعلاجية ويشمل ذلك عيادات لطب الأسنان.
يسهر أطباء المركز على رصد ومعالجة الأمراض الأكثر إنتشاراً وشيوعاً لدى الأطفال، ونشر التوعية الخاصة بكل منها، كما ينظم ندوات للتوعية الصحية ويحرص على إصدار النشرات التثقيفية المتنوعة.
في حال إستدعت حالة طبية إلى إجراء عمليات جراحية تقوم الدار بتحويلها إلى المستشفيات الخارجية.
مركز التغذية المتكاملة
يقدم مركز التغذية آلاف الوجبات الغذائية للمسعفين والتي تتطلب أطناناً من اللحوم والحبوب والخضار والفواكه والحلوى، مطبقاً برامج غذائية مدروسة بعناية لضمان النمو السليم للأطفال، وتعويض ما يكون قد فاتهم قبل دخولهم في رعاية المؤسسات نظراً لظروفهم الاجتماعية الصعبة. لذلك تكون مهمة مركز التغذية وأجهزتها العاملة أن تقدم أطعمة تتوافر فيها السعرات الحرارية اللازمة لتعويض الأطفال ما قد خسروه من أوزانهم المناسبة لأعمارهم.
يصدر عن مركز التغذية المتكاملة لائحة طعام شهرية تتضمن أصناف الوجبات الثلاث التي يجب أن تكون وافية لمتوسط النمو المناسب للأطفال.
أطلق على مبنى التغذية إسم "دولة الرئيس رشيد كرامي" استذكاراً لما كان يكنّه للدار وأطفالها من محبة.
عيادة دولة الرئيس شفيق الوزان وزوجته وجيهة ادريس الوزان للتغذية الصحية
في العام 2016، وانطلاقاً من أهداف مؤسسات الرعاية الاجتماعية في لبنان – دار الأيتام الإسلامية في تأمين الرعاية الشاملة لمسعفيها والذي يشمل جزءاً أساسياً منها الصحة الجسدية السليمة لأبنائها، وتماشياً مع تطور الأنظمة الغذائية، جاءت فكرة إنشاء عيادة للتغذية الصحية والذي يعود الفضل فيها للإرادة الخيّرة للسيدة سوسن الوزان جبري تكريماً منها لذكرى والديها المرحومين دولة الرئيس شفيق الوزان وحرمه وجيهة إدريس الوزان، والتي قامت بتجهيزها وإدارتها بمساعدة فريق عمل متخصص في هذا المجال.
تسدي هذه العيادة خدماتها لكافة مسعفي المؤسسات، منطلقةً من المركز الرئيسي لدار الأيتام الإسلامية لتمتد إلى كافة المراكز والمجمعات التابعة للمؤسسات في بيروت والمناطق اللبنانية، متوجهة للأطفال الذين يعانون من السمنة أو النحافة من خلال تطوير النمط الغذائي للأبناء بحسب حاجاتهم، كما ستشمل خدماتها العاملين والمحيط من الأفقر والأحوج.
مركز الاستقبال
تتنوع مهام مركز الاستقبال الذي يعمل على صعيد الفرد والأسرة النواتية والأسرة الممتدة والمجتمع المحلي، بهدف تحسين وتغيير حياة الإنسان والمجتمع.
إن دور مركز الإستقبال لا يقتصر على استقطاب متطوعين وكفلاء، أو على مساعدة طلاب المدارس والجامعات فقط، إنما يتعدى ذلك ليقوم بمهمة الإعداد والتخطيط والتنفيذ لبرامج الرعاية الأسرية لأسر المتابعة والتي تعنى بمتابعة الأوضاع النفسية والاجتماعية والاقتصادية والصحية للأبناء بعد تخرجهم من المؤسسة واندماجهم بالمجتمع.
أ- المهام الرئيسية:
• إستقبال الوافدين إلى المؤسسات من كافة الأجناس والطوائف والفئات الاجتماعية والطالبين لخدماتها وإرشادهم إلى المكان المطلوب والخدمة المرجوة.
• إستلام وتسليم التبرعات النقدية والعينية بشكل يومي.
• برنامج الكفالة المادية والمعنوية ضمن المؤسسات.
• العمل مع أبناء المؤسسات الذين لا عائل لهم.
• العمل مع أسر المتابعة بشكل دائم ومتابعتهم باستمرار.
• إستقبال طلاب المدارس والجامعات والمعاهد من أجل إعداد أبحاث دراسية عن المؤسسات وخدماتها.
• إستقبال المتطوعين وتعبئة طلبات التطوع، ومتابعتهم والاطلاع على أوضاعهم.
مركز إستقطاب الحاجات
هو مركز متخصص باستقبال الأسر الأفقر والأحوج التي لديها أطفال بحاجة للرعاية، حيث تُدرس أوضاعهم من قبل باحثة اجتماعية وزائرات أسريات، تعزز بزيارات ميدانية لهذه الأسر للتحقق من المعلومات التي تم التزود بها، وصولاً إلى اتخاذ القرار المتعلق بقبول طالب الرعاية وفقا لشروط البرامج الرعائية.
يتعاون مركز الاستقطاب مع الجمعيات الأهلية والمؤسسات الرسمية للتزود بالمعلومات عن الأسر والأطفال إذا استدعت الحاجة ذلك.
البرامج المعتمدة للرعاية الأسرية:
1- برنامج الأمان لرعاية الأم الأرملة وأطفالها.
2- العون الأسري.
3- برنامج التدخل المبكر.
4- تأهيل الفتاة لمرحلة الزواج والأمومة الآمنة.
1- برنامج الأمان لرعاية الأرامل وأطفالهن:
أطلقت مؤسسات الرعاية الاجتماعية عام 1982 مشروع الأمان كمنهج رعائي يستجيب للاحتياجات المتزايدة لرعاية الأطفال الأيتام الذين قست عليهم ظروف الحياة.
يوفر هذا البرنامج رعاية اليتيم في أسرته مع أخوته، من خلال دعم الأم مادياً ومعنوياً ومساعدتها على تحمل أعباء الحياة والقوامة على أطفالها بعد وفاة الأب والمعيل، ويعزز دورها في الحفاظ على تماسك الأسرة لضمان حقوق أطفالها في العيش الكريم والعلم والنشأة الصالحة إلى حين اعتمادهم على أنفسهم، وتقوم الزائرات الأسريات بالعمل على إعادة التوازن النفسي للأرملة وتفعيل دورها في أسرتها ومحيطها.
بدأت دار الأيتام الإسلامية هذه الخدمة عام 1981 وما تزال مستمرة، بحيث أنها أمنت على مدى السنوات الطويلة متطلبات آلاف الأسر المكونة من أم وأطفالها، تخرّج منهم المئات وأصبحوا بحمد الله ورضاه منتجين لأسرهم ولأنفسهم، ويشاهد اليوم في مجالات الأعمال وفي الجامعات المئات من الشباب الذين كانوا قد استفادوا سابقاً من خدمات هذا البرنامج الذي يعمل فيه جهاز من الأخصائيات الاجتماعيات اللواتي تتولين كل واحدة منهن مسؤولية التواصل مع عدد من الأسر، والعمل على مساندة الأمهات والأطفال.
وقد نظمت مؤسسات الرعاية الاجتماعية (مؤتمر قوامة المرأة) الذي دل على مدى مسؤولية المرأة وقدرتها على إدارة شؤون الأسرة في حال فقدان الأب.
2- العون الأسري:
نتيجة تفاقم وتأزم الوضع الاقتصادي والمعيشي وارتفاع ثمن المواد الغذائية والطبية والأقساط المدرسية أنشأت المؤسسات وضمن إمكانياتها مشروع المساعدات العينية، والتي أطلق عليها لاحقاَ مشروع المساعدات المجتمعية للأسر العاجزة عن الكسب المادي والتي ليس لها مدخول( أرملة مسنة– أرمل مسن) المعيل: مريض/عاجز/معوق.
تتم عملية توزيع المساعدات عبر مركز الخيرات للعون الاجتماعي بشكل دوري، مما يرد إلى المركز من تبرعات عينية من المحسنين الكرام من مواد غذائية وغيرها. وبعد التعاون والتنسيق مع مركز إستقطاب الحاجات، يتم إستدعاء الأسر المحتاجة للاستفادة من الحصص الغذائية المتوفرة في المركز وتصريف هذه الكميات.
هذا النوع من العون للعائلات المستورة يقوم على قواعد وأبحاث إجتماعية يجريها جهاز الزائرات الأسريات للتأكد من توافر شروط الحاجة والفقر وكبر السن والعجز عن الكسب، وعندها تدعى الأسر دورياً لاستلام العون.
3- برنامج التدخل المبكر مع أمهات الأطفال ذوي الإعاقة:
هو برنامج ميداني خدماتي تنموي بدأت به مؤسسات الرعاية الاجتماعية في لبنان عام 1994، يعنى بالأم بالدرجة الأولى لتقبل إعاقة إبنها والتعايش معها، وإكسابها مهارات تؤهلها في تعليم وتثقيف الإبن من خلال زيارات منزلية، لأنه المكان الأكثر ملاءمة للطفل دون أن يسبب إرباكاً نفسياً له.
4- تأهيل الفتاة لمرحلة الزواج والأمومة الآمنة:
إهتماماً من المؤسسات بمرحلة المراهقة، وعملاً منا على التخفيف من حدة المشاكل الزوجية الواضحة في تفشي مشكلة الطلاق أو عدم الاستقرار الأسرى، عمدنا إلى تحضير وتنفيذ مشروع وقائي يهتم بالفتيات ويعمل على التحضير لمرحلة الزواج والأمومة الآمنة منذ العام 2012 لفتيات الرعاية الأسرية، والهدف من البرنامج هو التوعية والتثقيف الاجتماعي والنفسي والصحي لمجموعة من الفتيات على المواضيع الخاصة بمرحلة الزواج والأمومة الآمنة
الهاتف | الفاكس |
---|---|
+961 1 654654 - +961 3 605645 | +961 1 647445 |